تخطي للذهاب إلى المحتوى

ليست مجرد طباعة ورق: 3 رسائل عميقة من دار نشر عربية ستغير نظرتك للكتب

ما هو الدور الأساسي لدار النشر في رأيك؟ ربما تكون الإجابة الأكثر شيوعًا هي طباعة الكتب وبيعها. لكن بعض دور النشر، مثل "مايندوتس للنشر والتوزيع"، ترى لنفسها رسالة أعمق بكثير. يستكشف هذا المقال ثلاث أفكار مؤثرة من فلسفتهم قد تغير نظرتك لعالم الكتب إلى الأبد.


1. الكلمات قوة تغيير: النشر كأداة للنهوض بالمجتمع

لا تنظر هذه الدار إلى عملها كمشروع تجاري بحت، بل تعتبر أن مهمتها الأساسية هي "النهوض بأدبٍ يليق بمجتمعنا العربي الأصيل". وهذا النهوض لا يتم إلا من خلال اكتشاف ورعاية المؤلفين الموهوبين القادرين على صياغة هذا الأدب. هذه الفكرة مؤثرة لأنها تضع النشر في موقع الفاعل المؤثر في تشكيل مجتمع أفضل، وليس مجرد عمل تجاري سلبي يعكس الواقع. إنها رؤية تجعل من الكلمة المكتوبة أداة بناء وتطوير. في عالمٍ غالبًا ما يُختزل فيه النشر إلى أرقام المبيعات، تمثل هذه الرؤية استعادةً للدور التاريخي للناشر كحارسٍ للوعي المجتمعي.

نؤمن بأن الكلمات يمكن أن تغير العالم.

2. أبعد من التوزيع: المهمة الحقيقية هي إنارة العقول وتهذيبها

تُعرّف "مايندوتس" دور الناشر بما هو أبعد بكثير من مجرد الخدمات اللوجستية والمبيعات. من وجهة نظرهم، تتمثل إحدى المهام الجوهرية للناشر في إنارة العقول وتهذيبها على القراءة. هذا يعني أن العلاقة بين الناشر والقارئ تتحول من مجرد معاملة تجارية إلى علاقة إرشاد ورعاية فكرية، هدفها تحفيز العقول على استيعاب أدب راقٍ وتقديره. بهذا المعنى، يتجاوز دورهم مسؤولية المنتج المادي للكتاب، ليصبحوا قيّمين على الفكر نفسه، يمهدون الطريق أمام القارئ لرحلة فكرية أعمق.

3. شراكة من أجل المستقبل: الحفاظ على الثقافة للأجيال القادمة

ترى الدار أن عملها هو مهمة ثقافية تشاركية، وتترجم هذه الرؤية عبر السعي لـ "مؤلفين ذوي موهبة وكتابة أصيلة" باعتبارهم المحرك الأساسي لهذه المهمة. يتجلى هذا بوضوح في دعوتهم المفتوحة للجميع: "ساعدنا على نشر المعرفة والثقافة والحفاظ عليها للأجيال القادمة". هذا المنظور يضع المؤلفين والقراء على حد سواء في موقع الشركاء الفاعلين في هدف مشترك، وهو الحفاظ على الإرث الثقافي، وهو نموذج يحرر الحفاظ على الثقافة من كونه حكراً على المؤسسات، ليجعله مسؤولية مجتمعية مشتركة.

في فلسفة هذه الدار، لا يمكن فصل النهوض بالمجتمع عن تنوير العقول، ولا يمكن تحقيق أي منهما دون شراكة حقيقية للحفاظ على إرثنا الثقافي. فالكتاب هنا ليس غاية، بل هو نقطة انطلاق لمهمة أكبر.

ماذا لو تعاملنا جميعًا مع الكلمات بهذه المسؤولية العميقة؟

تواصل معنا

تسجيل الدخول حتى تترك تعليقاً
51 وصية لحياة أكثر سعادة من تأليف د. نذير الكاتب